شارك Facebook Facebook Facebook
06/رجب/1443

رسالة رئيس الشؤون الدينية أرباش بمناسبة حلول ليلة الرغائب

إننا نعيش فرحة دخول الأشهر الثلاثة المباركة التي لها قيمة كبيرة في أذهان وقلوب المؤمنين. فبدخول شهر رجب الذي بدأ بالأمس وبحلول ليلة الرغائب التي سندركها اليوم نكون قد دخلنا في أجواء الرحمة والبركة والمغفرة. فالحمد لله الذي أحيانا روحياً بالعبادة وأنضجنا أخلاقياً بالعرفان وعزز أُخُوَّتنا بالخير والإحسان وجمعنا مجدداً في مثل هذه الأيام المباركة.

وقد نبّه القرآن الكريم في كثير من آياته وفي كثير من الصيغ المختلفة على أهمية الوقت. وإيمانًا بهذه التنبيهات الإلهية، سعى المؤمنون جاهدين لتحقيق أقصى استفادة من كل لحظة، مدركين أن الوقت هو رأس مال فريد من نوعه على وشك النفاذ. وبعض الأوقات تكون لها قيم مختلفة عن الأوقات الأخرى بسبب الحدث الذي تشهده والمعنى الذي تحتويه. وقد لفت القرآن الكريم الانتباه إلى فضل شهر رمضان وأهمية ليلة القدر وأنها أفضل من ألف شهر. وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة هذه الأشهر حيث كان يدعو الله قائلاً: "اللّٰهُمَّ  بَارِكْ لَنَا في رَجَبَ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ". وإن هذه الأشهر الثلاثة المباركة التي ندركها بهذا الفهم والوعي هي فرصة عظيمة لنا للتفكر في الغاية من خلقنا، وتذكر واجباتنا كعباد لله، واللجوء إلى رحمة الله سبحانه وتعالى الواسعة من خلال القيام بمحاسبة شاملة لحياتنا.

الأشهر الثلاثة المباركة هي أولاً وقبل كل شيء موسم للتطهر والتجدد. لذلك وفي هذه الأيام المليئة بالرحمة والبركة والمغفرة يجب علينا بذل قصارى جهدنا لمراجعة سلوكياتنا من خلال التفكر في مسؤولياتنا وواجباتنا نحو الإيمان والعبودية. ويجب أن نلجأ إلى ربنا جل وعلا بالتوبة والاستغفار والدعاء والتسابق لفعل الخيرات والتعاون على البر.

ويؤسفني القول أن الناس اليوم متعبون جسدياً وروحياً في دوامة اليأس والتشاؤم والاكتئاب الروحي. فقد أصبحوا سجناء نمطِ حياة أنانية تروج فيها السرعة والحظ والفردية. وفي عالم محاط بمثل هذا الانجراف فإن واجبنا هو مواجهة أنفسنا وبناء حياة في اتجاه إيماننا من خلال محاسبة ماضينا.

وستكون حقائق الإسلام الكونية أعظم دليل لنا في ترك عالم أفضل للأجيال القادمة من خلال إعادة إحياء القيم المفقودة.

وبهذه المشاعر والأحاسيس وبمناسبة حلول ليلة الرغائب أود أن أهنئ أمتنا الحبيبة وأبناء جلدتنا ومواطنينا الذين يعيشون في الخارج والعالم الإسلامي بأسره. وآمل أن تكون هذه الأيام والليالي المباركة التي سندركها وسيلة لوحدة المسلمين وتضامنهم، ولا سيما أمتنا الحبيبة، وأن تكون وسيلة لسلامة وطمأنينة وهدى البشرية جمعاء. وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمينا والعالم الإسلامي والبشرية جمعاء من كل سوء وشر بحرمة الأدعية والعبادات والأعمال الصالحة التي سنقوم بها في هذه الأيام والليالي المباركة.

 

الاستاذ الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية