المديرية العامة لخدمات الحج والعمرة

المديرية العامة لخدمات الحج والعمرة

29/صفر/1435

إن الحج أهم ميلاد في حياة المؤمن ورحلة مباركة توفر الإمكانيات لتحقيق كسب معنوي عظيم كالتزوّد بالتقوى والعيش بذكر الله عزّ وجل طيلة العمر، إنها رحلة مباركة يقوم بها المؤمن مباشرة إلى عالمه الباطني وإلى إخوته المؤمنين وإلى التاريخ.
 
هذه الرحلة إلى هذه الديار المباركة والديار التي كل شبر فيها حافلة بذكريات أولي العزم من الرسل وسيد البشر والصحابة الكرام وآثارهم، لها أبعادها الروحانية العظيمة إلى جانب تطبيقاتها الشكلية. ولذلك فإن رحلة الحج ليست رحلة عاديةً. إنها تختلف عن الرحلات الأخرى من حيث المقصد والفحوى. إنها رحلة النفير بهذه المقاصد السامية ورحلة تعبّد خالص.
 
تسعى المديرية العامة لخدمات الحج والعمرة في سبيل توفير مستلزمات البعد السياحي لهذه الرحلة بلا نقصان من جهةٍ، وتولي أهمية كبيرة للبعد التعليمي والإرشادي لهذه الرحلة المباركة حتى تتحوّل إلى ميلاد في حياة المؤمن من جهة أخرى. وبذلك يعود الحجاج إلى ديارهم وقد اكتسبوا أسس جميع الفضائل بما في ذلك الأخلاق الحميدة.
 
المهام
إن المهمة الأساسية للمديرية العامة لخدمات الحج والعمرة هي تأمين أداء عبادة الحج والعمرة في أمن وسلام بشكل يحمي حقوق المطالبين بالخدمة ووفقاً للأصول. 
من أجل تحقيق هذه المهمة الأساسية، تتخذ المديرية العامة التدابير اللازمة داخل البلد وخارجه وتنسّق مع البلدان والمؤسسات والهيئات المعنيّة وفيما يخص هذه المواضيع تقوم المديرية بتنظييم الخدمات والأنشطة وتسييرها وتأمين مراقبة هذه الخدمات. يجب تنفيذ هذه المهمة وفقاً للقوانين السارية والقرارات بين الوزارات وهيئة الحج والعمرة ومجلس الحج والعمرة.
 
التسجيل للحج
إن عدد مواطنينا الذين يتقدمون بطلبات الحج يفوق عشرات أضعاف الحصّة الممنوحة لبلدنا. لهذا السبب يحق فقط للذين لم يذهبوا للحج سابقاً أن يسجلوا. يمكن إجراء التسجيل أيضاً إلكترونياً عبر الإنترنت ولكن التسجيل للحج لا يعني الذهاب إليه. هذه فقط عبارة عن تسجيل تمهيدي. كل عام يتم تحديد الذين سيذهبون للحج عن طريق إجراء قرعة وفق نظام القرعة المعاملي بين الذين قاموا بالتسجيل التمهيدي. يحق للذين تم اختيارهم بالقرعة التسجيل القطعي المؤكّد
.
يتم نقل 60% من مرشحينا للحج الذين سجّلوا تسجيلا قطعيا إلى الأراضي المقدسة عن طريق بعثة حج رئاسة الشئون الدينية و40 % منهم عن طريق وكالات السياحة تحت رقابة وإشراف رئاسة الشئون الدينية، والتي توقّع على العقد مع رئاستنا.
 
نظام القرعة
يتم تطبيق نظام القرعة المعاملي لدى تحديد الذاهبين للحج. وفقاً لهذا النظام يحقّ للمسجلين تسجيلا تمهيديا أن يقترع مرة واحدة في السنة الأولى وفي السنة الثانية يقترع 4 مرات (2x2= 4) وفي السنة الثالثة 9 مرات (3x3= 9) وفي السنة الرابعة 16 مرة (4x4= 16). في هذا النظام يحق للذي سجّل للمرة الأولى أن يقترع  مرة واحدة في السنة الأولى، في حين أنه يقترع  64 مرة إذا قام بتجديد التسجيل للسنة الثامنة. وبالتالي فالذين ينتظرون منذ سنوات لديهم احتمالية أكبر في الظهور في القرعة. في حال لم يظهر اسم الشخص بعد أن قدّم الطلب للمرة الأولى، يتم تجديد تسجيله إلكترونياً في السنوات التالية وبصورة تلقائية
.
البعد التأهلي للحج والعمرة
إن تقييم الحج والعمرة على أنه فترة تأهلية هو أحد الأهداف الأساسية لرئاسة الشؤون الدينية. لذا تسعى الرئاسة جاهدةً لتعليم وتأهيل مرشحي الحج منذ القيام بإجراءات التسجيل القطعي. تقوم الرئاسة بتخطيط التأهيل وتحقيقه على ثلاثة أقسام ما قبل رحلة الحج والعمرة أثناء وبعد أداء عبادة الحج والعمرة. من أجل تحقيق هذا التأهيل تقوم الرئاسة كذلك بالتخطيط لتأهيل المشرفين على شئون الحج. 
 
الاختيارات الشكلية والمهامية لبعثة الحج
تقوم البعثة برحلة الحج عن طريق الخطوط الجوية. فتكون القوافل على ثلاث مجموعات اعتماداً على نمط الإقامة عادي أو مستقل أو فندق وذلك حسب ما يفضله الأشخاص. يتم تعيين رئيس على كل قافلة مكونة من 200 شخص، ومسؤولة إرشادية للعنصر النسائي، ومسؤول ديني لكل 40 شخص. إضافة إلى تعيين عدد كافٍ من العمال الذين يقومون بخدمات مثل التنقل داخل البلد وفي المطارات واستقبال المرشحين للحج في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وتأمين السكن والتنسيق والصحة والإعاشة ونقل الحجاج مع أغراضهم.
 
إن الموظفين الذين سيعملون في التأهيل والإرشاد والإشراف-الرقابة وفي الوظائف الخدمية المختلفة للبعثة يتم اختيارهم بعنايةٍ على أساس اللياقة والكفاءة وفي إطار مبادئ وصفات محددة. يسعى المسؤولون الذين تمّ انتقاؤهم لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحج والعمرة. تقدّم البعثة لقاصدي الحج ثلاثة خيارات بديلة للإقامة إما عادي أو مستقل أو فندق وذلك بحسب معايير الخدمة في الأبنية التي سيقيمون فيها ومواقعها. يفضل الحجاج بشكل عام أحد هذه الخيارات الثلاثة حسب إمكاناتهم المادية. في الإقامة العادية يبقى خمسة أشخاص على الأكثر في غرفةٍ فيها مرحاض وحمام. وفي الإقامة المستقلة غالباً ما يقيم شخصان وأحياناً ثلاثة أشخاص. أما بالنسبة للفنادق فثمة فنادق بخمس أو أربع أو ثلاث نجوم.
 
يتمّ توفير الخدمات الصحية في البعثة عن طريق مستشفيات موسمية تقام في مكة والمدينة ومراكز صحية تابعة لهذه المستشفيات. أما خدمات الطعام فيتم تقديمها عن طريق فريق التموين وخدمة المواصلات عن طريق فريق الخدمة.
 
العمرة
عموما لا يوجد أي عائق للتسجيل للعمرة عدا الحالات الاستثنائية وشهر رمضان. يمكن للراغبين في أداء مناسك العمرة الذهاب إلى هناك بوساطة رئاسة الشؤون الدينية أو الوكالات السياحية المخوّلة، حيث يتم إعداد برامج مفصّلة للعمرة كل عام وإبلاغ مواطنينا بذلك.
 
وأخيراً
في الحقيقة إن الحج بالنسبة لحياة المؤمن ليست رحلة تنتهي عند الكعبة. هذه الرحلة هي الرحلة التي يخرج فيها الإنسان مباشرة إلى ربه فالطواف الذي يؤديه حول الكعبة عند بلوغها كأنه رمز لهذا. فهذا الدوران كأنه عبور إلى عالم آخر. فالكعبة ليست هدفاً بل هي ربما بمثابة بوّابة الدخول إلى اللانهاية وحتى يبلغ قاصد الحج هذا الهدف يخرج للرحلة المباركة هذه بعواطف جياشة ونقية وبعشق خالصٍ للعبادة وتصبح هذه النوايا الحسنة والعواطف نقطة تحول في تحسين حياته المعنوية والأخلاقية.
 
تبذل رئاسة الشؤون الدينية ما في وسعها حتى يستفيد المؤمنون الذين سيقومون بأداء العبادة العظيمة، بأداء أحد أركان الإسلام الخمسة، استفادة كبيرة من الجو الروحاني الذي يوفره الحج ويتمكنوا من العودة من هذه الرحلة المطمئنة وقد ولدوا من جديد ويتمكنوا من مواصلة رحلتهم التي بدأت بالحج  مواصلة حافلة بذكر الله.