07/ربيع الثاني/1441
الافتتاح الرسمي لمسجد وكلية السلطان عبد الحميد الثاني في جيبوتي الذي تم إنشاؤه من قبل وقف الديانة التركي، يتم بحضور كل من رئيس البرلمان التركي السيد مصطفى شنطوب ورئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش.
تم خلال المراسم المنظمة القيام بالافتتاح الرسمي لمسجد وكلية السلطان عبد الحميد الثاني في دولة جيبوتي والذي تم إنشاؤه من قبل وقف الديانة التركي (TDV) وذلك بحضور ومشاركة كل من رئيس البرلمان التركي السيد مصطفى شنطوب ورئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش.
وخلال حديثه ضمن الافتتاح المقام لمسجد وكلية السلطان عبد الحميد الثاني الذي تم البدء بإنشائه قبل 4 سنوات، تمنى رئيس البرلمان التركي السيد مصطفى شنطوب أن يكون هذا المسجد فاتحة خير لأهل ومواطني جيبوتي كافة.
وذكر السيد شنطوب أنه تم بناء المسجد على نحو يعكس من خلاله فن العمارة العثمانية، وقد أضاف قائلاً، "إن زينة المساجد تتمثل في المصلين فيها. وإننا إذا ما قمنا بملء هذا المكان بالمصلين في أوقات الصلوات الخمس، نكون بذلك قد قمنا بتزيينه وفق المعنى الحقيقي للتزيين."
كما أكد السيد شنطوب على أن إقامة مسجد وكلية السلطان عبد الحميد الثاني في جيبوتي هي دليل واضح ومجرد على أن العلاقات التي تربط تركيا بجيبوتي لم تبق فقط في إطار الحديث والكلام، وقد أكمل حديثة قائلاً:
"إننا جميعاً على علم بالصداقة التي تجمع رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بنظيره رئيس جمهورية جيبوتي السيد إسماعيل عمر جيله. فإنه أثناء لقاء جمعهم تم اتخاذ قرار فيما يتعلق بهذا المسجد حيث أكمل بناؤه في فترة وجيزة. وإننا في هذا الافتتاح الذي ربما نكون قد تأخرنا في إقامته، نتقدم بالشكر لكل من رئيس تركيا ورئيس جيبوتي. فهذ الفكرة تعود لهما. كما أن تحقيق هذه الفكرة وتطبيقها في الحياة الواقعية تم من خلال جهودهما المبذولة وعزمهما على ذلك. أسأل الله أن يمن برضاه على كل منهما."
وذكر السيد شنطوب أنه تم بناء المسجد وإنشائه من قبل وقف الديانة التركي، كما وتقدم بالشكر لكل من رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش وكل من ساهم بجهوده في عملية البناء والإنشاء.
"هدية تركيا إلى أهالي جيبوتي"
وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف في جمهورية جيبوتي السيد مؤمن حسن بري أن مسجد وكلية السلطان عبد الحميد الثاني هما بمثابة هدية تركيا لأهالي جيبوتي وشعبها.
وقام رئيس الشؤون الدينية السيد أرباش بالدعاء بعد إنتهاء كلمات المشاركين ليتم بعدها القيام بقص شريط افتتاح المسجد.
كما قام السيد أرباش بإلقاء خطبة الجمعة على المواطنين الجيبوتيين في مسجد السلطان عبد الحميد الثاني ليقوم بعدها كذلك بإمامة المصلين في صلاة الجمعة.
وقد حضر الافتتاح كل من رئيس مجلس النواب الجيبوتي السيد محمد علي حمد، ورئيس الوزراء الجيبوتي السيد عبد القادر كميل محمد، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف في جيبوتي السيد بري، ووزير التعليم الوطني في جيبوتي السيد مصطفي محمد محمود، وسفير الجمهورية التركية لدى جيبوتي السيد سالم ليفينت شاهين كايا، ونواب من البرلمان التركي والعديد من أهالي جيبوتي.
المسجد الأكبر في جيبوتي
إن هذا المسجد الذي يتسع ل 6 آلاف شخص لأداء عبادتهم فيه في الوقت نفسه، تم إنشاؤه بناءً على تصريح رئيس جمهورية جيبوتي السيد إسماعيل عمر جيله عن رغبته في ذلك بقوله "أنه يريد أن يكون في بلاده مسجداً يحمل سمات فن العمارة العثمانية ويرغب في سماعه للأذان المحمدي على الطريقة الاسطنبولية يصدح في سماء بلاده" ، وذلك أثناء زيارة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان لدولة جيبوتي عام 2015.
وتم القيام بإنشاء المسجد والكلية في جيبوتي العاصمة التي هي من أهم المدن الساحلية في البلاد، وتحديداً في حي سالين ويست حيث يقع القصر الرئاسي، وذلك فوق منطقة تبلغ مساحتها 13 ألف متر مربع تم تجهيزها عن طريق القيام بردم مياه البحر هناك.
وقد تم جلب الجزء الأكبر من لوازم البناء اللازمة لبناء وإنشاء المسجد والكلية الذين يمثلان البناء الأكبر وذو الأهمية والرمز للمنطقة من خلال فن العمارة العثمانية والصفة الفنية التي يتميزان بها، من تركيا. كما ويوجد للمسجد الذي يبلغ ارتفاع قبته 27 متراً وقطرها 20 متراً، مئذنتين لكل منهما شرفتين حيث يبلغ طول كل منهما 46 متراً.
لقد تم تزيينه بأمثلة منقطعة النظير من فن الخطوط
وتم تفضيل الأسلوب العادي البسيط في المسجد الذي احتوت قبته وجدرانه على أمثلة نادرة ورائعة لفن الخط العثماني الكلاسيكي، وذلك من أجل أن يتم في الوقت نفسه عكس وإبراز الخصائص المناطقية المحلية. كما وتم تصميم كل من النجفة الخاصة بالقبة الرئيسة والنجف الخاص بالقبب الثانوية وفق فن الإضاءة العثماني الكلاسيكي.
وقد تم عمل الأخشاب والديكور الخاص بالمسجد وفق الطراز الإسلامي-التركي الكلاسيكي وإنتاجها في تركيا، كما تم فرش أرضية طوابق المسجد من الأجزاء المخصصة للصلاة وكذلك المنصة المعمدة فيه بسجاد صوفي لا تصدر عنه روائح مع الأخذ بعين الاعتبار للطبيعة الاقليمية الحارة هناك.