30/رمضان/1441
المجلس الأعلى للشؤون الدينية يصدر بياناً حول صلاة العيد بسبب التدابير المتخذة لمواجهة كوفيد-19.
إن في الإسلام عيدين دينيين اثنين معترف بهما وهما عيد الفطر وعيد الأضحى والذين يأتيان بعد إتمام كل من عبادة الصيام وعبادة الحج الواجبتين، كما أنه شرعت صلاة العيد لكل منهما. وإنه وفقاً لما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم فقد كانت صلوات العيد التي هي عبارة عن ركعتين اثنتين مع زيادة خاصة بهم في عدد التكبيرات، تصلى دائماً جماعة في الساحات الواسعة، ومن ثم يتم إلقاء خطبة العيد بعدها، وقد وقع الإجماع على هذا الأمر.
ومن جانب آخر، فإن المذاهب الفقهية، قد قامت بسرد آراء مختلفة فيما يتعلق بحكم صلاة العيد وما إذا كانت هذه العبادة تصلى منفردة أم لا. فصلاة العيد بالنسبة للأشخاص الذين تكون صلاة الجمعة فريضة في حقهم هي واجبة بالنسبة للأحناف بينما هي سنة بالنسبة للشافعية.
ووفقاً للمذهب الحنفي فإن صلاة العيد في جماعة تعد شرطاً لصحة هذه الصلاة وذلك لأنه يشترط كي تكون صحيحة أن تتوفر فيها تلك الشروط الخاصة بصلاة الجمعة بخلاف الخطبة. وإنه مثلما لا يتوجب على الشخص قضاء صلاة العيد إذا ما لم يتمكن من أدائها في جماعة وذلك لأي سبب كان، فإنه لا يتوجب عليه أيضاً أن يصليها بمفرده. كما أنه من المستحب أن يقوم من لم يتمكنوا من أداء صلاة العيد في المسجد جماعة، بأداء صلاة نافلة في بيوتهم ركعتين أو أربع ركعات وذلك بنية صلاة الضحى أو صلاة الإشراق.
ووفقاً للمذهب الشافعي فإن تأدية صلاة العيد في مكان ما وبشكل جماعي يعتبر أساسياً. بالإضافة إلى أنه يجوز لمن لم يتمكنوا من حضور الجماعة لأسباب مختلفة أن يصلوها بشكل منفرد. وعليه فإنه يمكن للأشخاص الذين لا يحضرون الجماعة من نساء وأطفال ومسافرين أن يقوموا بتأدية صلاة العيد في بيوتهم بشكل فردي. كما أنه وفقاً للشافعية الذين يعتبرون صلاة العيد على أنها سنة، ليس شرطاً على من يقوم بصلاتها منفرداً أن يأتي بخطبة.
وبالمحصلة، فإن صلوات الأعياد هي عبادات بالغة الأهمية تصلى جماعة وتظهر وحدة المسلمين وذلك من أجل عيش الفرح والحماس الخاص بإتمام عبادات مركزة وطويلة المدة مثل الصيام والحج.
ولكن، في الأوقات التي لا يمكن فيها أداء هذه الصلاة جماعة في المساجد أو في المصليات لأسباب مثل الأوبة والأمراض المعدية وتطبيق الحجر الصحي، فإنه يمكن للمسلمين، تماشياً مع الآراء التي تم تبيينها في الأعلى، أن يقوموا بتوجيه حياتهم المتعلقة بالعبادات. وبناء على ذلك، فإنه مع الأسف لن يتم أداء صلاة العيد في المساجد بسبب وباء كوفيد-19 الذي نقوم كشعب بمكافحته على نحو كبير هذه السنة.
إن رئاسة الشؤون الدينية سوف تقوم في أول أيام العيد بتطبيق يهدف إلى إحياء حماس العيد وإلى أن يشترك الجميع في الأماكن التي يتواجدون بها في هذه الفرحة، حيث يتمثل هذا التطبيق في رفع التكبير الذي هو أحد شعائر أيام العيد، من المآذن وذلك في وقت صلاة العيد وفقاً لكل ولاية. كما أنه سيكون من المناسب أن يقوم أبناء شعبنا كما في الأعياد السابقة تماماً، بالتنظيف الضروري والاستعدادات الأخرى، وأن يعتنوا بلباسهم وثيابهم، وأن ينتظروا وقت صلاة العيد الذي ترتفع عنده الشمس، بالحماس والدعاء والذكر. وهكذا، يمكنهم أن يذهبوا عنهم الحزن لعدم التمكن من إقامة صلاة العيد في جماعة وذلك بوقوفهم بين يدي الله عز وجل مع الفرح والشكر على بلوغ وقت صلاة العيد بصحة وسلامة. كما أنهم سيدركون سوية مع أسرهم أن ذلك اليوم هو يوم عيد بعد أن يشتركوا مع التكبيرات التي ترفع من المآذن. وكما تم التوضيح في الأعلى، فإنه يمكن لإخواننا ممن يرغبون في أداء الصلاة أن يصلوها سواء بنية صلاة العيد أو بنية صلاة الضحى/ الإشراق.
تعميم للجمهور مع فائق الإحترام
المجلس الأعلى للشؤون الدينية