27/ذو القعدة/1441
تم توقيع البروتوكول المشترك المتعلق بفعاليات الأمن والتطوير والتعريف والإدارة التي سوف يتم إقامتها في مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف، وذلك من قبل وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي ورئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش
تم من قبل وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي ورئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش التوقيع على البروتوكول المشترك الخاص بأنشطة الأمن والتطوير والتعريف والإدارة التي سوف يتم إقامتها في مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف.
وقد تحدث رئيس الشؤون الدينية أرباش خلال مراسم التوقيع التي أقيمت في قاعة المؤتمرات التابعة للمجلس الأعلى للشؤون الدينية، حيث استهل كلمته بالتوجه بالتعزية لكل من شهداء حادث طائرة الاستكشاف من منتسبي الأجهزة الأمنية والتي سقطت في قضاء غواش في ولاية وان التركية، وللشرطة من أفراد القوة الخاصة الذين استشهدوا خلال العملية الموجهة للإرهاب والتي يتم تنفيذها في مقاطعة برواري في ولاية سيرت التركية، كما تحدث بقوله، "إنني أسأل الله عز وجل الرحمة لهم والشفاء العاجل لجرحانا. عزاؤنا لأسرهم ورفاقهم في السلاح، ولكل أبناء شعبنا. إننا حقاً مصابون بالحزن. وبإذن الله لا تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى."
وأوضح السيد أرباش أنهم يقومون بتوقيع بروتوكول مهم، حيث أضاف بقوله، "إن توقيع هذا البروتوكول الذي أؤمن أنه سوف يكون في غاية الفائدة بإذن الله للخدمات الخاصة بمسجد آيا صوفيا من الآن فصاعداً، والذي سيتم بين وزارة الثقافة والسياحة ورئاسة الشؤون الدينية مع السيد الموقر محمد نوري أرصوي وزير الثقافة والسياحة، وإمضاؤه سوف يتم هذا اليوم."
كما أشار السيد أرباش إلى أن آيا صوفيا يعود في تاريخه إلى ألف وخمسمة عام، وهو أحد أكثر موروثات البشرية الثقافية أهمية، وأكد أرباش أن آيا صوفيا قدم خدماته كمسجد منذ عام 1453م ولمدة 481 سنة، وقد تابع حديثه قائلاً:
"إنه بإذن الله واعتباراً من تاريخ 24 يوليو / تموز القادم سوف يعود ويرجع إلى أصله كمسجد وسوف يستمر فيما يتعلق بجانب العبادة في تقديم خدماته للمسلمين وللبشرية جمعاء ولكن دون أدنى تمييز بين المعتقدات والمذاهب والأعراق. وذلك لأن آيا صوفيا، هو إرث بالغ الأهمية من شأنه أن تتعلم منه جميع البشرية العديد من الأمور؛ من بنيته المعمارية التي سيستفيد منها الناس من معتقدات مختلفة، ومن تاريخه وماضيه، وكذلك من خدماته التي قام بتقديمها إلى يومنا الحاضر. وإن حماية هذا الإرث يقع على عاتقنا نحن. فما هي أفضل كيفية يمكن لنا من خلالها أن نحافظ على هذا الإرث الإنساني من خلال تعاوننا المشترك ممثلين بوزارة الثقافة والمديرية العامة للأوقاف ضمن هيكلية وزارة الثقافة والمديرية العامة للمتاحف وكذلك رئاسة الشؤون الدينية، وما هي الماهية التي ستكون عليها مساهماتنا فيما يتعلق بتقديم الخدمات على نحو أكثر جودة وأكثر كفاءةً لخدمة الإنسانية. طبعاً إننا نقوم بطرح هذه الأمور من خلال هذا البروتوكول، ونقوم كذلك بتوزيع للمهام."
وأفاد السيد أرباش أن عدد الزائرين لآيا صوفيا سوف يزداد بصورة أكبر، حيث قال، "إنه ليس من بلادنا وحسب، بل سوف يكون هناك ملايين القادمين من جميع أنحاء العالم سواء من أجل أداء العبادة في مسجد آيا صوفيا أو من أجل زيارة المكان أيضاً. وإننا سوف نعمل على الإيفاء بمهمتنا على أكمل وجه ممكن من خلال تقديم الخدمات ذات الجودة والكفاءة. وأسأل الحق سبحانه وتعالى أن يعيننا في هذه الفعاليات والأنشطة التي سوف نقوم بها. كما وأسأل الله عز وجل أن يكون هذا البروتوكول الذي سوف نقوم به وسيلة وفاتحة لكل خير."
وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي
كما استهل وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي كلمته بطلب الرحمة من الله عز وجل للشهداء الذين قضوا نتيجة سقوط طائرة الاستكشاف في ولاية وان التركية وتوجه بتعازيه لأقاربهم.
وأفاد أرصوي أنه بإمكان الجميع أن يبدي رأيه فيما يتعلق بمسجد آيا صوفيا الذي أعيد فتحه أمام العبادة من جديد بقرار من مجلس الدولة وبالمرسوم الرئاسي الذي قام بتوقيعه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وتابع حديثه قائلاً، "لكن، ليس هناك أحد يعتبر فوق هذا القرار الذي قام القضاء المستقل باتخاذه والذي قوبل كذلك برضا كبير من قبل أبناء شعبنا."
وأشار أرصوي إلى الكفاح الذي قام بها الشعب التركي من أجل أن يبلغ مسجد آيا صوفيا يومنا هذا بسلام، وقد عبر بقوله، "إنه إذا ما كان آيا صوفيا في يومنا الحاضر يتمتع بالسلامة التامة وهو مقام بحالة عملية، وإذا ما كان بجميع ثرواته الثقافية والعقائدية والتاريخية جزءً من قائمة اليونسكو للتراث، فإن العالم مدين بذلك للشعب التركي الذي حافظ على مسجد آيا صوفيا كأمانة قيمة لمدة 567 عاماً والذي حماه بروحه عندما تطلب الأمر ذلك. وخذوها من عند الجيوش الصليبية وحتى جيوش دول الحلفاء التي قامت باحتلال اسطنبول في القرن العشرين، فإن ما وجهه هؤلاء لهذا المعبد الجليل من إهانة وما ألحقوه به من ضرر ظل نقطة مخجلة جداً في التاريخ."
وأكد أرصوي على أنه لا يجب أن يكون لدى أي أحد أدنى شك أو شبهة بأنه سوف يتم المحافظة بعناية على مسجد آيا صوفيا، وقد تابع حديثه بقوله، "إنه مثلما قمنا بالمحافظة إلى يومنا هذا على قيم آيا صوفيا العالمية التي تشمل خصائصه المحسوسة وغير المحسوسة، وكذلك على خصوصيته ووحدته، فإننا من الآن فصاعداً سوف نظهر معاً وسوياً أعظم الاعتناء كذلك. وهذا قبل كل شيء هو ما تقتضيه قيمنا الوطنية والمعنوية، وهو كذلك دين وفاء علينا لماضينا وتاريخنا. بالإضافة إلى أنه ما تقتضيه حساسيتنا وإخلاصنا الذي دائماً ما نظهره كتركيا تجاه المبادئ الخاصة بحماية الموروث الثقافي."
وأشار السيد أرصوي إلى أنه من خلال البروتوكول يتم القيام بتحديد المبادئ الأساسية المتعلقة بحماية مسجد آيا صوفيا وكذلك القيام بتقاسم العمل بين المؤسسات، وقد تابع حديثه بقوله:
"إنه سيكون قد تم مرة أخرى القيام بتناول تحقيق المحافظة على القيم التاريخية والثقافية والاجتماعية والمعنوية والجمالية التي يتمتع بها هذا المسجد في إطار الاتفاقات الدولية التي نعتبر طرف بها وكذلك في إطار التشريعات الداخلية، وإجرائه تحت هذا التوقيع. ولا شك أنه سوف يتم القيام بتنفيذ الخدمات الدينية في مسجد آيا صوفيا وتسييرها من قبل رئاسة الشؤون الدينية. وإنه كما كان عليه الأمر في السابق، فإننا نحن ممثلين بوزارة الثقافة والسياحة سوف نقوم بتولي الأنشطة المرتبطة بالترميم والصيانة وتوفير الحماية. وليس هناك ما تغير فيما يتعلق بهذا الخصوص."
وأوضح أرصوي أن مسجد آيا صوفيا سوف يكون مفتوحاً للزوار من السياح المحليين والأجانب بشكل مجاني، كما أكد أنه تم زيادة تلك الميزانية التي خصصت من أجل آيا صوفيا للترميم بتعليمات من رئيس الجمهورية، ورفعها لعدة أضعاف، وأنهم ممثلين بوزارة الثقافة والسياحة وبدعم من المديرية العامة للأوقاف قاموا بتجهيز الترميمات القائمة هناك بميزانيات كبيرة جداً.
وصرح أرصوي أنه تم بتعليمات من رئيس الجمهورية أردوغان القيام بتخصيص مبنى الطابو الواقع في ساحة السلطان أحمد لوزارة الثقافة والسياحة، وقد أضاف بقوله، "سوف نبدأ في عرض العديد من مقتنياتنا القيمة هناك مثل المقتنيات من الرموز والأشياء الخاصة بالكنيسة والموجودة ضمن خزائن الوزارة والتي يبلغ عددها 1359 قطعة، والمقتنيات التي تعود للعهد الإسلامي، والمقتنيات الخاصة بالأضرحة، والمقتنيات من الآثار الحجرية، وكذلك المقتنيات من المصكوكات."
وقد تمنى أرصوي أن يجلب هذا البروتوكول الخير للبلد والشعب.
وبعد إلقائهما لكلمتيهما قام الوزير أرصوي والرئيس أرباش بالتوقيع على البروتوكول.