تعليق رئاسة الشؤون الدينية على صحيفة شارلي ابدو

تعليق رئاسة الشؤون الدينية على صحيفة شارلي ابدو

12/ربيع الأول/1442

 لقد أكدنا وما زلنا نؤكد في كل مناسبة ونقول: إن الإسلام دين سلم وسلام وأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة

والمسلمون يؤمنون بدين يعتنق ويعترف بحقوق الإنسان والحريات والقيم الإنسانية العالمية ويرفض كل أنواع العنف والشر.

ولكننا نرى في الآونة الأخيرة أن الإهانات والاعتداءات على الإسلام والمسلمين في أوروبا وخاصة في فرنسا، قد وصلت إلى مستويات جادة للغاية. وإن مجلة باسم "شارلي إبدو" جعلت من نفسها رائدة لهذه الهجمات بإصداراتها الحقيرة. وقد نشرت المجلة المعنية الضالة في إصدارها الأخير رسوما كاريكاتيرية قبيحة جدًا حول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان مرة أخرى.

إننا نفصح ونعلن بكل وضوح أن هذا المنشور وما تم إنجازه، ازدراءٌ يستحيل وصفه للمسلمين الذين يقارب عددهم ملياري مسلم في العالم.

وهذا الفعل جريمة مرتكبة ضد الضمير الإنساني والمقدسات وهو تصرف فاحش وفظيع وشنيع يتجاهل القيم الإنسانية وغير أخلاقي. إنه عداء كبير يضرب بالقانون على الأرض ويدوسه بالأقدام. وهو سياسة دنيئة تستهدف كرامة الإنسان وحرية الاعتقاد. إنها همجية ووحشية متعصبة تنتهك المواثيق الدولية وتخل بها. وسلوك غير مسؤول ومتهور يقوض السلام الاجتماعي والعالمي. إنه استفزاز متعمد وعنيف ويثير الناس والجماهير ويستفزهم ويحرضهم.

نصرح ونؤكد بكل أهمية أن السلوكيات والمواقف مثل الكذب والافتراء والشتم والإهانة والاستهداف والاستفزاز لا يمكن إيضاحها ولا تمويهها بمفهوم الحرية أبدًا.

ولأجل ذلك فإننا ندين وبشدة ما قامت به المجلة البغيضة التي هي وصمة عار على الإنسانية. ونتوقع من الهيئات القضائية الموجودة في فرنسا الامتثال الفوري لمتطلبات القانون والحقوق. 

وندعو قادة الدول المعنية إلى القيام بواجبهم وما تملي عليهم مسؤولياتهم فيما يتعلق بحماية قيم ومقدسات المسلمين وتوفير الأمن والأمان لهم، ورعاية حقوقهم الوطنية التي تتأتى من المواطنة.

وندعو جميع النخب والمثقفين والنشطاء الأوربيين والمؤسسات المدنية والإعلاميين من الذين يؤمنون بالحقوق الإنسانية والقانون ويهتمون بالسلم الاجتماعي والاحترام المتبادل إلى الوقوف في وجه هذه الإساءة وانتهاك حقوق الإنسان. وننتظر من المنتسبين إلى الأفكار والديانات التي تحترم وتقدر الإنسان والاعتقاد ردود أفعال تشجب هذا الأمر الشنيع. وفي حال عدم إبداء ردة فعل من قبل المؤسسات والأشخاص المعنيين، فسيسببون خيبة أمل كبيرة ولن تبقى لهم مصداقية عند المسلمين.

ونعلن للرأي العام الدولي أن المسلمين لن يلجؤوا إلى طرق غير قانونية ومشروعة تجاه هذه الحملات المستفزة الحقيرة، وسيتصرفون بحكمة ورزانة، مستمرين في الدفاع عن عقيدتهم وحقوقهم والقيم العالمية. ونؤمن بنصر وتغلب مفاهيم الإنصاف والضمير والحقوق على المفاهيم الأخرى وسيكون الفوز والتفوق للخير والسلم.

نعلن للرأي العام الدولي مع الاحترام