رسالة من رئيس الشؤون الدينية أرباش بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك

رسالة من رئيس الشؤون الدينية أرباش بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك

14/ذو الحجة/1443

الأعياد والتي هي أيام الرحمة التي تقوي أواصر المحبة والأخوّة هي فترات زمنية مختارة أنعم الله تعالى بها على المؤمنين كمصدر للبهجة والسرور. عيد الأضحى الموسم المبارك لعلامة الإيمان والإخلاص الذي يجلب الفرح والسلام لعائلاتنا والرحمة والشفقة لقلوبنا. والأضحية هي التعبير عن طاعة الله الرحمن الرحيم والتضحية بالنفس في سبيله والتسليم له بلا تردد. وهي الابتعاد عن كل الشرور والتوجه نحو الخير والصلاح. وإظهار الإخلاص لله تعالى مقابل النعم التي وهبها، والتقرب إليه معنويا. والأضحية بنفس الوقت هي مؤشر على القدرة على التخلي عن النعم الدنيوية من أجل كسب رضا الله جل جلاله. وكما هو الحال في جميع عبادتنا فإن الغاية من أضاحينا هي نفسها: وهي تقديم عبوديتنا وتعظيمنا ومحبتنا لخالقنا.

يجب أن نحول أيام العيد إلى فرصة من أجل زيادة بهجتنا وتقليل أحزاننا في هذا العالم المحاط بالألام والحروب والدموع. وفي أيام الرحمة هذه التي تحيى بها القلوب يجب أن نسأل عن حال آبائنا وأمهاتنا وكبارنا وجيراننا ونكسب دعائهم. ويجب أن نقوم بصلة الرحم من خلال مراعاة حقوق الأقارب. فالدعاء الذي سيؤخذ من مسن محتاج للمساعدة ومن أم فقدت فلذت كبدها ومن يتيم مشتاق لأبيه ومن ملهوف ينتظر الشفقة ومن مظلوم يطلب الرحمة هو دعاء سيكون لنا وسيلة لكسب رضا الله تعالى، ولتقوية أواصر المحبة والأخوة وسيزيد من قوة وحدتنا وتضامننا ومشاركتنا وتكاتفنا.

فليكن عيدنا وسيلة لعيد غيرنا ولتكن بهجة عيدنا وسيلة لبهجة غيرنا. وليكن فرصة لنا لتذكر بعضنا البعض وتجديد عهد الأخوة بيننا وتعزيز صداقاتنا وترك العداوة والبغضاء. لأننا في هذه الحياة التي نعيش فيها وأكثر من أي وقت مضى نحتاج إلى الخير والإحسان والرحمة والبركة فهي القيم التي تذكرنا بها الأعياد وتجلبها إلى حياتنا.

وفي هذه المناسبة أتمنى أن يذكرنا عيد الأضحى بمسؤولياتنا تجاه خالقنا وتجاه كل الكائنات الحية وأتمنى أن يكون نقطة ميلاد الحياة التي سنقضيها في طريق الخير والصلاح.

أبارك لأمتنا الحبيبة وللعالم الإسلامي أجمع حلول عيد الأضحى، وأدعو الله تعالى أن تجلب أيام الرحمة هذه الراحة لأنفسنا والسكينة لقلوبنا والبركة لبيوتنا والخير لبلادنا وللعالم الإسلامي، وأن تكون وسيلة لهدى البشرية وسلامها.

 

الأستاذ الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية