20/ذو الحجة/1443
الخامس عشر من تموز هو التاريخ الذي لا يُنسى للنضال الملحمي لشعبنا الحبيب، الذي وضع إيمانه وحريته ووطنه واستقلاله ومستقبله فوق كل شيء، ضد محاولة الانقلاب الغادرة التي قامت بها منظمة فيتو. إن شعبنا الذي تغلب على الكثير من الصعوبات عبر تاريخه بإيمانه وصموده كان مثالا يحتذى به في الصمود عندما استطاع وبعون من الله تعالى الوقوف بوجه المحاولة الانقلابية لهذه الشبكة الغادرة الخارجية التي استهدفت البلد وإرادته ليلة الخامس عشر من تموز وحاولت أن تجعل مستقبله وأفقه مظلماً.
إن منظمة الفيتو التي تستغل المشاعر الطاهرة والصادقة لشعبنا بالتستر وراء مفاهيم إيماننا وثقافتنا من أجل تحقيق طموحاتها القذرة والمظلمة، سرقت زكاة شعبنا وأضحياته ونفقاته وحسن نواياه وأطفاله، واكتسبت القوة والإمكانية بالكذب والحيلة والدسيسة. وقد عملت خادما لتحقيق أهداف البؤر الشريرة في الجغرافيا الإسلامية من خلال القيام بأعمال خائنة ضد شعبنا وجميع المسلمين في العالم.
وقد أظهرت تلك المنظمة الإرهابية، التي تستغل ديننا السامي -دين الإسلام - وقيمه من خلال تصوير نفسها بصورة المدافع عن الحق في البلدان والمجتمعات الإسلامية، أن الجهل أو المعلومات الخاطئة بما يتعلق بمعتقداتنا وقيمنا الحضارية يمكن أن يتسبب في أخطاء لا يمكن إصلاحها وكوارث كبيرة، وأن الأجيال التي لا تعرف معتقداتها تصبح عرضة للاستغلال. ولهذا السبب، أصبح من المهم بمكان أن يتعلم كل مسلم مبادئ الرحمة التي تجلب السلام إلى الحياة من المصادر الصحيحة، وأن يكون أكثر حذرا وحساسية تجاه الاستغلاليين ومن يسعى إلى الفتنة والتفرقة والفوضى، ومن يستهدف الوحدة والتضامن والسلام والأخوة.
واليوم، على كل واحد منا أن يسعى بكل الوسائل لتنشأة أطفاله تنشأة صالحة كي يتمتعوا بالأخلاق الحميدة ويكونوا على معرفة بمعتقداتهم وثقافتهم وقيمهم، مخلصين لبلدهم، مؤمنين بأن خدمة الإنسانية تعني خدمة الحق.
وستستمر رئاسة الشؤون الدينية في القيام بمسؤولياتها التي تقع على عاتقها بالوقوف ضد جميع أنواع الخطابات والأنشطة التي تسيء إلى قيمنا وتحاول خداع أمتنا وتدعو إلى الفتنة والتفرقة؛ كما ستستمر في توجيه الحياة المعنوية لأمتنا في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية.
وبهذه المشاعر والأفكار أود أن أعبر عن خالص الامتنان والشكر لكل من كافح بإيمان وعزم عظيم من أجل حماية استقلاله ومستقبله. رحم الله شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذه القضية، والصحة والعافية للمحاربين الذين حاربوا الأعداء.
حفظ الله أمتنا من الفتن والتفرقة والشرور والنفاق والخيانة وجعلها قائمة إلى الأبد.
الأستاذ الدكتور علي أرباش
رئيس الشؤون الدينية