13/ربيع الأول/1444
يصادف اليوم ذكرى تشريف نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للدنيا، والذي بعث شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا. وأسأل الله تعالى أن يجعل المولد النبوي الذي سندركه وسيلة خير للبشرية جمعاء.
لقد كان مجيء الرسوم الأكرم صلى الله عليه وسلم أملا لخلاص البشرية التي ضلت طريقها وفقدت اتجاهها وتشتت عقلها في دوامة الانجرافات، وظلت تبحث عن نور الحقيقة. لقد كانت حياته المثالية، التي هي تجسيد للعلم والمعرفة والحكمة والمحبة، دليلا لا ينحرف على طريق إحلال السلام الأبدي للبشرية. ولقد حقق الكتاب الإلهي الذي جاء به إمكانية القضاء على كل أنواع الجهل التي تحجب وجه الحق والعدالة والرحمة، وصار وصفة لخلاص البشرية التي تعاني من أمراض معنوية ومصدر شفاء لها.
إن الله سبحانه وتعالى الذي بين الطريق إلى الحقيقة والهداية بإرسال الوحي والرسل منذ الإنسان الأول، يرشد عباده كمظهر من مظاهر تجليات اسمه "الرشيد". فالهدف الأساسي من الوحي والرسالة هو إعلام الناس بمسؤولياتهم وإظهار الطرق للعيش بهذا المنوال؛ وكذلك إنقاذ الناس من دهاليز الجهل المظلمة ونتائج اللامسؤولية الدنيئة بإخراجهم إلى النور الأبدي بإيمان يغذيه العلم والمعرفة والحكمة. وإن جهود جميع رسل الله منذ سيدنا آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا تهدف إلى تحقيق هذه المثل الأعلى. وفي جوهر رسالة ودعوة خاتم الأنبياء والرحمة المهداة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم يوجد نفس الهدف ونفس التصميم ونفس الكفاح.
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإدراك المولد النبوي الشريف يقتضي تبني القيم التي جلبها الرسول الكريم وتطبيقها ونقلها من خلال تمثيلها كقدوة. لذلك، علينا اليوم، كمسلمين، وبدءا من أنفسنا أن نعلّم محيطنا والبشرية جمعاء مبادئ وقيم ورسائل القرآن الكريم والسنة النبوية الواهبة للحياة. وعلينا أن ننقل محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبنا إلى العالم على هيئة أخلاق النبي ومسؤولية العبودية ووعي الأمة.
وبهذه المناسبة أهنئ أمتنا الحبيبة والعالم الإسلامي أجمع بمناسبة المولد النبوي الشريف، وأدعو الله تعالى أن يكون المولد النبوي وسيلة لتعزيز مشاعر الوحدة والتضامن والأخوة.
الأستاذ الدكتور علي أرباش
رئيس الشؤون الدينية