05/رجب/1444
في رسالته بمناسبة ليلة الرغائب، أدلى أرباش، رئيس الشؤون الدينية، التصريحات التالية:
"هذه الليلة، هي جو من الرحمة والبركة والمغفرة، وهي ليلة الرغائب المباركة، التي تبشر ببداية الأشهر الثلاثة. نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أوصلنا إلى الأشهر الثلاثة مرة أخرى وإلى ليلة الرغائب.
إن الأيام والليالي المباركة هي أوقات ثمينة لتحقيق هدفنا من الوجود، ومراجعة لعبوديتنا، والقدرة على حساب علاقاتنا الإنسانية وحياتنا ككل. في هذا الصدد، من المهم للغاية أن نلجأ إلى ربنا في عصر تحيط فيه الأزمات الروحية بالبشرية، وأن نلجأ إلى مغفرته وغفرانه، وأن نطهر خطايانا، وأن نعيد بناء عالمنا المدمر وأن نوجه بقية حياتنا. ومهمتنا الأساسية في تلك الليلة هي أن نفتح أيدينا وقلوبنا ونجدد عزمنا على أن نصبح عباداً أفضل، ومسلمين أكثر حساسية.
واليوم، للأسف الشديد، نعيش في عصر ينتشر فيه العنف والحرب والظلم، وتكثر فيه الشرور التي تجعل الحياة غير صالحة للعيش أمراً شائعاً، وتغذي الكراهية والغضب والفتنة. في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى مفاهيم مثل الرحمة والمودة والأخوة، يتعين علينا أن نجمع قلوبنا في الحب والرحمة والأمل في حياة أكثر سلاماً وأمناً ومستقبلاً أكثر جمالاً وازدهاراً من خلال التمسك بالتحذير النبوي "يا عباد الله، كونوا إخوة".
وفي هذا السياق، دعونا نجعل من ليلة الرغائب والأوقات المباركة التي نمر بها مناسبة لتصبح المحبة والأخوة بيننا أقوى. ودعونا نجعلها علامة فارقة في حياة جميلة وموقف مشرف في كل جانب. ودعونا نعيد النظر في علاقتنا بكتابنا، وحساسيتنا لأوامر ربنا تعالى ونواهيه، والحلال والحرام. بدءاً من عائلتنا وأقاربنا، فلنفكر في مسؤولياتنا تجاه أمتنا ودولتنا وبيئتنا وطبيعتنا وجميع الكائنات التي نتشارك معها الحياة. ولنحتضن الوعي بأنه واجب ديني وأخلاقي وإنساني علينا جميعًا العمل من أجل إحياء القيم الإنسانية المفقودة وترك عالم أفضل للأجيال القادمة. ودعونا نبارك حياتنا من خلال التنافس في التقوى والصلاح مع إدراك أن السلام والسعادة ليسا في الأشياء المؤقتة، ولكن في الأعمال الصالحة الدائمة التي يطلبها ربنا تعالى منا. ولنسعَ جاهدين لتنوير حياتنا بنور الإيمان والمعرفة والحكمة والحقيقة، ومضاعفة أعمالنا الصالحة التي ستجعلنا نبتسم في العالم الأبدي.
بهذه المشاعر والأفكار أهنئ أمتنا الحبيبة والعالم الإسلامي بأسره بمناسبة ليلة الرغائب. وأدعو الله العلي القدير أن يجعل هذه الليلة وسيلة لوحدة أمتنا والعالم الإسلامي ورفاهيته وهدى البشرية وسلامها.
الأستاذ الدكتور علي أرباش
رئيس الشؤون الدينية