19/ذو الحجة/1445
عقد رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش اجتماعاً مع البابا فرنسيس في إيطاليا ، حيث جاء لحضور الجمعية العامة لفرع إطاليا لوقف الديانة التركي. ونقل الرئيس أرباش رسالة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى البابا، والتي تضمنت القضية الفلسطينية الإسرائيلية ودعوات للسلام.
بعد اجتماعه مع البابا، أدلى الرئيس أرباش ببيان للصحفيين في سفارة تركيا في الفاتيكان.
أشار الرئيس أرباش إلى أنه أتى لعقد الجمعية العامة لفرع وقف الديانة الذي تأسس لتقديم الخدمات الدينية لآلاف المواطنين في إيطاليا، وقال بأنه عقد اجتماعا مفيدا مع البابا.
"السلام الدائم في الشرق الأوسط غير ممكن بدون حل عادل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية"
وقال الرئيس أرباش:
"في هذا الاجتماع، قدمنا خطاب رئيس الجمهورية الذي يحمل رسائل حول القضايا الهامة على جدول أعمال العالم وخاصة الأحداث في فلسطين، إلى البابا فرنسيس. وفي هذه الرسائل، ذكر رئيسنا أن السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط لن يكونا ممكنين بدون حل عادل للمسألة الفلسطينية - الإسرائيلية. وأفاد الخطاب بأنه من الضروري أن تنشأ دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافياً وعاصمتها القدس الشرقية داخل حدود عام 1967 وأن تأخذ مكانها في النظام العالمي كعضو متساوٍ في المجتمع الدولي.
"نحن نواجه وضعاً مأساويا"
ذكر الرئيس أرباش أن جرائم القتل والمذابح والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين كانت محور حديثه مع بابا، وواصل كلماته على النحو التالي:
"نحن أمام وضع مأساوي، تتعرض فيه القدس، التي هي رمز السلام والتعايش، للقمع الإسرائيلي، حيث يتم حرق كل مكان وتدميره بغض النظر عما إذا كان أو مسجداً أو كنيسة، يقتل كل شخص بغض النظر عما إذا كان مسلماً أو مسيحياً، رضيعاً أو طفلاً أو بريئاً. تحدثنا عن العمل معاً لوضع حد لهذا الوضع ولفت انتباه العالم إلى المزيد من فلسطين وغزة ووقف القمع الإسرائيلي. وأكد البابا فرانسيس أن رئيس تركيا هو أحد القادة القلائل الذين لديهم القوة ويعملون بجد من أجل السلام العالمي. لهذا السبب، طلب منا شخصياً أن ننقل تحياته إليه وقال: "شكراً جزيلاً على ما فعلتموه" ."
خطاب شكر للرئيس أردوغان
وأشار الرئيس أرباش إلى أن مؤسسة الأسرة كانت أيضاً من ضمن المحاور في اجتماعاتهما الثنائية، وقال: "لقد تشاورنا حول أهمية الأسرة والعوامل التي تهدد الأسرة. كما تشاطرنا أفكارنا حول عالمنا، أي البيئة، التي عهد بها إلينا وهي موطن لنا جميعاً. وفي هذا الصدد، تشاورنا معه بشأن ما يمكن عمله لحماية البيئة وحماية الأسرة وحماية العالم شدد على أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بشأن هذه القضايا، شكر البابا رئيسنا مرة أخرى على عمله وجهوده من أجل السلام العالمي.
وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، قال الرئيس أرباش: "نحن نولي أهمية كبيرة لحقيقة أن يتم لفت انتباه البشرية جمعاء إلى نهاية إراقة الدماء والاضطهاد والمذابح والإبادة الجماعية في غزة، وأن الجميع يحشدون لضمان وقف فوري لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأنه يجب على كل مسؤول من كل شريحة من شرائح المجتمع أن يفعل شيئاً حيال هذه القضية".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان التوتر بين إيران وإسرائيل قد تمت مناقشته، قال الرئيس أرباش: "لم ندخل في الكثير من التفاصيل حول هذه القضايا، لكننا ركزنا على تحقيق السلام في العالم وخاصة وقف المجزرة في غزة في أقرب وقت ممكن."
خطاب الرئيس أردوغان...
أدلى الرئيس رجب طيب أردوغان بالتصريحات التالية في خطابه إلى البابا فرانسيس بشأن فلسطين:
"حضرة السيد البابا،
بمناسبة استقبالكم لرئيس الشؤون الدينية، أنقل إليكم احترامي ومحبتي.
يسعدني أن العلاقات بين تركيا والفاتيكان، التي لها عمق تاريخي، تكتسب زخماً.
بينما تدعم تركيا السلامة الإقليمية لأوكرانيا منذ عام 2014، تم الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم تحت شعار الدبلوماسية الإنسانية، كانت في طليعة المدافعين عن الحق في الحياة والقضية العادلة للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء، ولا تزال تفعل ذلك.
حصلت تركيا على المرتبة الثانية من بين الدول التي تقدم أكبر قدر من المساعدات إلى غزة مع ما يقرب من 45 ألف طن من الإمدادات الإنسانية المرسلة منذ 7 أكتوبر 2023. برفقة 450 مرافقاً ، من بينهم مسيحيون، ويتم علاج 429 مريضاً وجريحاً من غزة في بلدنا.
والبشرية، التي تدرك أن القتل محرم في جميع الديانات الإبراهيمية، ينبغي ألا تسمح بعد الآن بانتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في غزة. وينبغي لها أن ترفع صوتها ضد القصف المتعمد للمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس التي لا ينبغي المساس بها حتى في الحرب.
وبدون حل عادل للمسألة الفلسطينية - الإسرائيلية، لا يمكن إحلال سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط. ويتحتم أن تنشأ داخل حدود عام 1967 دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافياً وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تأخذ مكانها في النظام العالمي كعضو متساوٍ في المجتمع الدولي.
الزعيم الروحي للعالم الكاثوليكي، البابا فرنسيس
الفاتيكان
إن التحديات التي نواجهها، وخاصة الهجمات الإسرائيلية التي تستمر بشكل عشوائي حتى خلال شهر رمضان المبارك في غزة. حيث تحدث وفيات بسبب الجوع وذلك بسبب عدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية، والآثار العالمية للحرب الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث، تتطلب من المجتمع الدولي العمل بالتعاون والتنسيق.
بالنظر إلى الاتجاهات الأخيرة التي تهدد السلام والاستقرار بين الطوائف، مثل معاداة الإسلام والعنصرية وكراهية الأجانب المنتشرة في جميع أنحاء العالم، يحتاج عالمنا إلى سياسات شاملة وعقلانية، وجهات فاعلة يمكنها إقامة حوار مع جميع الأطراف في جميع الظروف، أكثر من أي وقت مضى في التاريخ.
وفي إطار هذا التفاهم، نحن مصممون على تطوير حوارنا وتعاوننا مع الفاتيكان من أجل نشر ثقافة التعايش السلمي والتفاهم المتبادل، على أساس قيمنا الإنسانية المشتركة وهدفنا لخدمة السلام العالمي.
وبهذه المناسبة، أكرر تمنياتي بالصحة والعافية نيابة عن أمتي وعن نفسي".