شارك Facebook Facebook Facebook
Friday, April 19, 2019

رسالة التهنئة من قبل سيادة البروفيسور الدكتور السيد علي ارباش رئيس الشؤون الدينية في تركيا بمناسبة لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان   

هَنّأَ سيادة البروفيسور الدكتور السيد علي ارباش رئيس الشؤون الدينية في تركيا شعبنا العزيز و جميع العالم الاسلامي بمناسبة لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان قائلاً سيادته " أبتهل الى الله سبحانه و تعالى بِأن تكون هذه الليلةُ المباركة الوسيلة الى أنشاء و تكوين عالم و دُنيا تعم في جميع أرجائها السلام و الفرح و السرور و الطمأنينة ".

سوف نستقبل معاً في هذه الليلة بِلُطفِ الحق سبحانه و تعالى و عنايته لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان و أرجوا أن تكون هذه الليلة الوسيلة و الطريق الى العفّو و المغفرة و النقاء .

إِن لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان التي هي نيشان و رمز الطاعة و الخضوع اللآمتناهي لرّبِّ العزة سبحانه و تعالى و علامات رحمته لجميع المخلوقات التي تحمل الحياة في طياتها و تكسبنا هذه اليلة شعور التهرب و الخوف من الخطايا و الطهارة من الذنوب و الاثام و ان نحب العفو و المغفرة الى جانب العفو و المغفرةِ لنا و أن نكون سمحين الى جانب طلب و قصد المسامحة لنا و أن نُصبح متحزمين و متأزرين بشعور و وعي عبوديتنا .      

ان لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان تأتي و توفر لنا الامكانية لمراجعة طريق عبوديتنا بنيةٍ دائمةِ الأقدام و الحزم و بشكل مستقر و يحيلنا الى التدبر و المراجعة من أجلِ عدم الوقوف بين يدي الله سُبحّانه و تعالى في يوم الحساب مثقلين بذنوبنا و هذه اللَيْلَة لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان بِشارةٌ مهمة للغاية اذ يجمعنا و يربطنا بفطرتنا التي فطرنا عليها و تخبرنا ببراءتنا من المعاصي و الذنوب .

إِن لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان التي تُقرِبنا الى الله سبحانه و تعالى زلفى و تقوي دعائم إيماننا و عقيدتنا و تقوم على تقوية أرادتنا في مسألة التمثل و الامتثال لاوامره و ما نهانا عنه و توصلنا الى السكينةِ و الطمأنينة و تصقل قلوبنا و افئدتنا من الصدأ ، و خصوصاً تهيئته لنا لشهر الرمضان الكريم المبارك الذي القى بنوره و بظلاله المنيرة علينا ، من هذه الزاوية ؛ فأن لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان هي القُربى المباركة و التي تجمعنا برّبِّنا على أرضية الطاعة و الاطاعة و أنها اليلةُ التي توصلنا الى الرُشدِ و الكمال بعد الزوال بعقلٍ و بالٍ حي و نابظ و بقلبٍ بارِقّ .   

و على الجميع ممن يُبّلَغون و يستقّبِلون لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان أن يرجعوا الى جوهرهم و ذاتهم و ان يكون وجهتهم بالشكل الذي ابتغاه الله سبحانه و تعالى و يجب ان يفطنوا الى البِشارة الآلهية أذ يقول اللهُ جلَّ و علاَ شانه في القرآن الكريم ؛ ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذ۪ينَ اَسْرَفُوا عَلٰٓى اَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَم۪يعاًۜ اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّح۪يمُ ) و يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ..... " و يجب عليهم تقوية احاسيس و عواطف السماحة و العفو الى جانب طلب و قصد المسامحة لهم و العفوَ عنهم .

و أَهنّاُ بهذا الحس و الشعور و بهذه الفكر جميع العالم و الامة الاسلامية و في مقدمة ذلك شعبنا العزيز بمناسبة لَيْلَة النِّصْفِ من شَعْبَان و أن تكون هذه اليلة المباركة الوسيلة الى بناء عالمٍ و دنيا تَعُّمُ فيه السلام و السرور و السعادة و الطمانية في كل بقعة من بقاعها و أدعو من الباري عزّ و جلّ أن يبلغنا شهر رمضان الكريم المُبارك مبرئين من جميع العناء و الضيق و المشقة و التبّرُء من حِمل الذنوب و الخطايا انه سميعٌ مجيب .

 

البروفيسور الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية التركية