شارك Facebook Facebook Facebook
10/صفر/1439

رئيس الشؤون الدينية أ. د. علي أرباش يلقي خطبة الجمعة في جامع ملكة خاتون الذي افتتح للعبادة

Diyanet İşleri Başkanı Erbaş'tan Melike Hatun Camii Hutbesi...

 

  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş'tan Melike Hatun Camii Hutbesi...

 

رئيس الشؤون الدينية أ. د. علي أرباش يلقي خطبة الجمعة في جامع ملكة خاتون الذي افتتح للعبادة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ
الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ مِثْلَهُ.
 
بارك الله لكم في جمعتكم إخواني الأعزاء!
الحمد لله الذي أكرمنا بافتتاح هذا الجامع الجميل الذي هو شعبة من بيت الله تعالى.
 
أيها المؤمنون الأعزاء!
يقول الله تعالى في كتابه العظيم: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ مِثْلَهُ".
 
أيها المؤمنون الأفاضل!
إننا الآن في مكان مقدس وصفه رسولنا الكريم (ص) بأنه روضة من رياض الجنة. هذا الصرح عبارة عن جامعٍ كبيرٍ تم بناؤه للدعوة إلى عبادة الله خمس مرات في اليوم. هذا المكان معبد مبارك تم تشييده لكي تتحد أجسادنا وقلوبنا ودعواتنا بغض النظر عن اختلاف اللغة واللون والمنصب والعمر. هذا المكان معبدٌ سيكون وسيلةً نرتفع بها درجةً عند الله تعالى في كل خطوةٍ نخطوها نحوه، ونتزود بالعلم والمعرفة والحكمة كلما اتجهنا نحو محرابه ومنبره، وننال به السعادة في الدنيا والآخرة. عسى الله أن يجعله خيّراً على مدينتنا وشعبنا!.
 
إخواني الأفاضل!
إنه ما من شك أن بناء الجوامع أمرٌ مهام ولكن الأهم هو أن نعمر الجوامع بوجودنا، ونعمر فيها قلوبنا وعقولنا. إن ما يجب علينا فعله رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً هو أن نزين الجوامع بالعبادات، ونستخدمها بشكل أكبر وبنّاءٍ في بناء أجيال تعرف نفسها وربها ومحيطها وتدرك مسؤولياتها وتفيد شعبها وأمتها والإنسانية برمتها.
 
أيها المسلمون الأكارم!
تبنى الجوامع لكي تعم الأخلاق الجميلة وشعور "المؤمن الأمين" الذي يؤمَن من يده ولسانه بيوتنا وأحياءنا وبلادنا والإنسانية. والجوامع في ذات الوقت رمز استقلال البلدان المسلمة، وتحرر المؤمنين من الأهواء الدنيوية. لهذا نحن شعب يتضمن نشيده، نشيد الاستقلال، دعاءً وتضرعاً إلى الله أجل الجوامع والأذان. يقول شاعر الاستقلال محمد عاكف: "رجاء روحي منك يا إلهي / ألا تمس معبدي يد أجنبية / وشهادة الأذان أساس ديننا / ليصدح أبداً فوق ثرى وطني الغالي".
 
تعالوا نفتح أيدينا إلى الله تعالى في هذا المعبد المبارك وفي هذا الوقت المستجاب ونقل "آمين". اللهم يا رب اجعل جامعنا الجميل هذا وسيلة لخير مدينتنا وبلدنا وشعبنا العزيز. واحفظ لنا يا رب أذاننا الذي هو رمز استقلالنا من الزوال. واجعل عَلَمَنا الذي هو رمز الشهادة يرفرف عالياً أبد الدهر. واحفظ اللهم معابدنا فلا تمسها يد أجنبية. اللهم لا تمكن من يريد النيل من وطننا وشعبنا ووحدتنا. اللهم احفظ استقلالنا وحريتنا وأخوتنا ومحبتنا من الزوال. اللهم إنا نسأل الرحمة على شهدائنا الذي ضحوا بأنفسهم في سبيل قيمنا، والشفاء العاجل للغزاتنا. اللهم اجعلنا ممن يلتزمون بالقيم التي ضحى من أجلها الشهداء بأنفسهم، ويحافظون عليها. اللهم أعزّ شعبنا الذي ظل يعمل منذ عصور لكي يبقى اسمك الجليل يصدح في قبة السماء.